إن أحد أهم العوامل التي تحدد النجاح في إنتاج البساتين هو التسميد المناسب للأشجار، وخاصة البادئ – الربيعي. كيف يعرف مزارعو الفاكهة الأوروبيون متى يبدؤون بها بحيث تنتج الأشجار محاصيل فاكهة وفيرة ذات جودة استثنائية؟

 

 

من أجل الحصول على محاصيل وفيرة من التفاح اللذيذ والصلب والملئ بالعصارة، يجب أن تتغذى الأشجار بشكل صحيح. التوقيت هو الجوهر هنا. لمعرفة ذلك، من المفيد التعرف على دورة حياة البستان الأوروبي.

في البساتين الأوروبية في الخريف والشتاء، عندما تصل درجة حرارة الهواء إلي أقل من 0 درجة مئوية، تدخل أشجار التفاح فيما يسمى بالسبات الشتوي. وفي هذة المرحلة يتم خلالها تقليل أنشطتهم الحيوية إلى الحد الأدنى. هذه فترة بلا أوراق لا يحتاجون فيها إلى التسميد والري. ومع ذلك، عندما تستيقظ البساتين من الثبات الشتوي، فإنها تتطلب الدعم المناسب.

مع ارتفاع درجة الحرارة في الربيع، تبدأ أشجار التفاح في الخروج من سباتها الشتوي، وتبدأ براعمها في الانتفاخ ثم تنفجر ويبدأ الإزهار. في وقت لاحق، تنمو براعم الفاكهة حتى حصاد الخريف، وبعد ذلك ترجع الأشجار مرة أخرى إلي السبات الشتوي. بهذه الطريقة، تكتمل دورة الحياة السنوية للبستان.

 

الساعة البيولوجية الطبيعية للبستان

في البساتين، يمكن تقسيم الفترة من بداية الغطاء النباتي إلى نهايته إلى مراحل أصغر. وهم مرتبطون بالظروف المناخية وذلك من سمات مواسم السنة المتتالية فيحددون حالة تطور الأشجار. إنها ناتجة عن المسار الطبيعي لموسم النمو، وبسبب حقيقة أنها تتكرر كل عام، يمكن أن تكون مؤشراً للبستانيين على الأنشطة التي يجب القيام بها في البستان في لحظة معينة.

في كل مرحلة من هذه المراحل، تتطلب الأشجار معالجات زراعية محددة. بفضل هذه الملاحظات، يمكن لمنتجي الفاكهة اتخاذ قرارات عقلانية فيما يتعلق، على سبيل المثال ببدء أو إنهاء الإخصاب بالمغذيات الفردية – في الربيع تحتاج الأشجار إلى عناصر مغذية للدعم في الإزهار– وفي الصيف والخريف تحتاج  إلى عناصر أخري حتى يكبر الثمار.

إن تسميد الأشجار، خاصة تلك التي تعتمد على مكونات من أصل طبيعي، مثل مستخلصات الطحالب البحرية، وتنفيذ العلاجات الزراعية الأخرى وفقًا للساعة البيولوجية الطبيعية، تجعل التفاح الأوروبي يتمتع بمذاق فريد ويلبي متطلبات الجودة العالية.